فؤاد الفرحان

العودة من نيوزلندا

مرحبا من جدة… بعد رحلة طيران وتوقّف استمرت نحو ثلاث وعشرين ساعة، وصلنا إلى المنزل عائدين من رحلة نيوزلندا التي لا تُنسى.

من عادة سكّان المملكة أن يسخروا منّا نحن أهل جدة كل عام عندما يحلّ فصل الشتاء، فالبرد يضرب كل مناطق السعودية تقريباً، ما عدا مدينتا. نحاول كل عام أن نحتك بهم، ونخرج ملابسنا الشتوية لارتدائها عند دخول البرد، ولكن الحقيقة أن جو جدة الجميل معتدل معظم العام

ما عدا فترة الصيف

لذلك اشتقت إلى البرد، وفصل الشتاء الذي غاب عنّا طويلاً، فذهبنا للجزء الجنوبي من الكرة الأرضية بحثاً عنه.

وهناك وجدنا ما نبحث عنه

فصل الشتاء بروعته، وجلال قدره، في أحد أجمل بلدان العالم. سلام

نحو ثلاثة أسابيع قضيناها بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية، هناك في أقصى الأرض، وأبعدها عن جنون ما يحدث في المنطقة والعالم. لا أذكر أنني أخذت إجازة مطولة كهذه منذ عقد من الزمن. استمتعت بعزلة نيوزلندا عن العالم، وسحرني إصرار سكانها الواضح في المحافظة على جوهرتهم الطبيعية. يمكن ملاحظة حرصهم على عدم ارتكاب كبائر الأخطاء والمصائب التنموية كما فعلت دول كثيرة. تشعر أنهم يراقبون باقي دول العالم بصمت عن بعد، وكلما ترتكب دولة ما خطأ معين، يضعون في دفاترهم ملاحظات حول ذلك حتى لا يقعوا فيه.

عدنا قبل أيام، وحتى الآن ما زلت أواجه تحدياً في تعديل جدول النوم، وجدت درجات فصل الصيف تسيطر على جدة، ولم أشعر بأدنى انزعاج. أشعر أن مخزون البرد الذي تلبّس عظامي، وعدت به من هناك، يسمح لي بتحمّل هذا الحرّ والابتسامة تعلو محيّاي. الحماس للعودة إلى العمل بعد إجازة مطولة كهذه هو حماس لم يمر علي من قبل.

صناعة الذكريات هي مهارة وفن، أن تخطط وتحرص على صناعة ذكريات خاصة مع أناس ذوو مكانة خاصة لديك، لحظات مشتركة عنوانها مغامرات وتجارب من نوع خاص لا تتكرر، وتبقى في ذاكرتهم لفترة طويلة. هذا هدفي من هذه الرحلة، وأظننا عشنا ووثقنا ذكريات لا تُنسى.